"لما الصبر يخلّيك تكسب القلوب"

إتخانقنا مع بعض أول إمبارح فأمي طلعت على صوتنا تهدي الدنيا عشان الناس متسمعش بينا، فسكت من قبل ما تقولي أسكت، أما هي ففضلت تزعق زي ما هي بدون أدنى إحترام لوقفة أمي في وسطنا!
الموضوع ضايقني جدًا، ولكني كتمت في قلبي ونزلت على تحت قبل ما أسمع منها حاجة تانية تفقدني سيطرتي فأضطر أرد عليها رد جارح قدام أمي اللي مهما كانت غريبة عن علاقتنا الزوجية من وجهة نظرها كزوجة إبنها..!
قعدت شوية مع أصحابي على القهوة لحد ما صفيت خالص ورجعتلها وأنا هادي ورايق ولا كأني زعلت منها نهائي، لقيتها سابت البيت!
فنزلت لأمي جري خوفًا من إنها تكون إتخانقت معاها، قالتلي أبدًا واللّٰهِ يبني، بمجرد ما سيبتنا ونزلت إنهارت من العياط فأخدتها في حضڼي وفضلت أطبطب عليها لحد ما هديت، فسيبتها ونزلت، وبعدها بشوية لقيتها بتخبط عليا عشان تستأذني قبل ما تمشي، فحاولت أهدي فيها وأحنن قلبها عليك، صممت على في دماغها، فقولتلها طالما ده اللي هيريحك دلوقتي يا حبيبتي إتفضلي، بس أوعي تنسي إن الشقة اللي فوق دي شقتك وهو مجرد ضيف عندك..
إبتسمت وقالتلي ضيف رزل ومستفز وسابتني ومشيِّت!
قولتلها ماشي بزعل كده، فسألتني إنت اللي غلطان؟
قولتلها هي أساس المشكلة وفي الخناقة إحنا الإتنين متعادلين، فمكنش ينفع تسيب البيت وتمشي!
قالتلي بس عقلها قضاها على كده وإنت الكبير، فروح هاتها قبل ما الشيطان يلعب في دماغها من ناحيتك.
قولتلها لأ، زي ما مشيت بمحض إرادتها تيجي بمحض إرادتها..
ضحكت وقالتلي يبقى مش هتيجي عشان كرامتها، وساعتها هتبقى إنت الغلطان لإن إنت المسئول عنها مش هي اللي مسئولة عنك!
قولتلها متجيش عادي، وسيبتها وطلعت على فوق وأنا مقرر مجيبهاش أبدًا؛
لكن للأسف القُط مبيحبش إلَّا خَنَّاقُه!
مقدرتش أستحمل الشقة بدون ريحتها، حسيت إنها فضيت عليا رغم كُتر العفش اللي فيها وإتأكدت إن مهما كان وجودها في بعض الأحيان نكدي فمالي عليا فراغ حياتي..
ولذلك دوست على نفسي و النهاردة بعد صلاة العشا روحت على هناك علطول، فقعدت تجيب من بعيد ومن قريب وتزعق، وأنا ساكت زي ما أنا إحترامًا لأبوها ولأمها ولصورتها قدام إخواتها إن فقدت سيطرتي ورديت عليها رد جارح قدامهم برضوا!
لكنها برحمة ربنا في النهاية هديت وجات روحت معايا بس وهي مخصماني ومبتكلمنيش!
فقلت في عقل بالي مش مهم كلامها، المهم وجودها.. وبالفعل بمجرد ما حطيت راسي على المخدة وهي جنبي نمت في ثانية وكأنها منوم!
ومن شوية قمت لصلاة الفجر.. لقيتها بصالي ومبتسمة وبمجرد ما لمحتني صحيت إتحرجت كده ومبقتش عارفة تعمل إيه!
فضحكت وقولتلها صباح الخير يا حبيبتي، يلا عشان صلاة الفجر..
قالتلي يلا، صباح النور.
فإتوضيت ونزلت صليت، ولما جيت سألتها ممكن أعرف القمر كان مركز معايا أوي كده ليه؟
قالتلي بأمانة اللّٰه كنت بفكر في الخناقة ولاحظت حاجة حلوة كبرتك في نظري أوي، فحسيت إن وحشاني ملامحك ولذلك كنت ببصلك ومبسوطة..
إبتسمت وقولتلها ربنا يبسط قلبك، بس يا ترى إيه هي الحاجة دي؟
قالتلي إنك كبرتني قدام أمك وأمي وأبويا وإخواتي بصبرك عليا وأنا منفعلة وبزعق وبخبط بالكلام!