"من الكفته إلى الكيك: قصة تضحية رجل اختار الحب والوفاء على المال"

موقع أيام نيوز

وأنا راجع من الشغل من قيمة شوية شميت ريحة كفته على الفحم تدخل القلب بدون إستأذان، فوقفت أسأل بكام السندوتش؟
قالوا بخمسة وتلاتين، فقولت أجيب أربعة، أنا إتنين وهي إتنين..
ولسه هطلب الأوردر، إفتكرت إنها بتتقرف من أكل المطاعم!
فإتراجعت واللّٰهِ وسيبت المطعم وكملت طريقي عادي مع إن نفسي كانت في الكفته من حلاوة ريحتها، وسبحان اللّٰه بعدها بشوية لمحت بالصدفة مخبز عارض كوكيز شكله لطيف وسعره رخيص عن معظم المعروض في المخابز التانية، فوقفت اشتريته بدون ما أفكر مع إن سعر الطبق أغلى من سعر السندوتشين اللي كنت هجيبهم الضعف!
فزميلي قالي بإستغراب، يا أخي أنا قلت مكنش معاك فلوس تكمل حق السندوتشات، ومن ساعتها عاوز أقولك واللّٰه ما معايا إلَّا عشرين جنية في جيبي، بس مش عارف أجيبهالك إزاي!
فإبتسمت وقولتله مستورة يا صاحبي واللّٰهِ، وبعدين تفتكر إني لو مش متوفر معايا فلوس، عمري هلتفت لأكل المطاعم؟!
فضحك وقالي ما هو ده اللي كان مخليني مش عارف أجيبهالك إزاي واللّٰهِ، إنك حد مبيمدش عينه غير على اللي قادر يوصله..
فقولتله طب دي حاجة حلوة ولا وحشه؟!
قالي أجمل حاجة طبعًا، شخصية قنوعة وراضية وعارفة قدر نفسها، بس سيبك من كل ده، ليه سيبت اللحمة وروحت إشتريت كيكة ملونة؟!
فقولتله واللّٰهِ المدام بتحبها، وفكرة إني أدخل عليها بهدية زي دي تفرحها لمدة سنة قدام، فعادي يعني...'
إبتسم وقالي ربنا يكرم أصلك، مش عادي واللّٰهِ، لإن مش أي ست تستحق إنك تضحي لأجلها!
فإفتكرت موقف كده، وضحكت..
فسألني بتضحك على إيه؟
قولتله بعد ما إتقدمتلها بإسبوع، إكتشفت بالصدفة إن كان متقدملها مهندس من عيلة كبيرة أوي عندنا في البلد وبسم اللّٰه ما شاء اللّٰه حالته متيسرة على الآخر، ومع ذلك رفضته!
ففقدت الأمل من ناحية إنها توافق بيا، لدرجة إني قلت لأمي دوريلي على واحدة تانية عشان أنا حاسس إن دي مش هتوافق!
ولكن سبحان اللّٰه بعدها بيومين لقيت حمايا بيقولي هات أهلك وتعالى!!
فالموضوع فضل شاغلني أوي لحد ما في مرة سألتها؟
ليه فضلتيني عن حد له سيط وإسم ومركز ومعاه اللي قادر يعيشك ملكة؟!
إبتسمت وقالتلي عشان مليانة ومبيحكمنيش الظاهر أكتر من الباطن.. كنت محتاجة إنسان مش فلوس إنسان، كنت محتاجة راجل عارف يعني إيه تضحية!
فضحكت وقولتلها وهو أنا ضحيت معاكي بإيه إن شاء اللّٰه؟!
قالتلي هو فاصل في حق الشبكة اللي كان قادر يشتريلي زيها أضعاف مضاعفة، أنما إنت قلت لبابا أنا هجيبلها بكل الفلوس اللي معايا حاليًا والباقى هجيبه لما ربنا يكرمني، وضحيت بكل تحويشتك لأجل عيوني!
واللي زيك لو فضل على حالته المادية أو قل كمان شوية عنها هيفضل كارم مراته زي ما معودها حتى إن جه على نفسه، ولو ربنا زاده هيزدها وعمره ما هيبصلها في شيء ولا هيستخسر فيها شيء، لإنُّه شخص مُضحي، والحب تضحية.

تم نسخ الرابط